سيلفيا ضومط عازار حين تتكامل التغذية بفن الرسم وتزهر امرأة

من لبنان، بلد التاريخ والمحبة والإنسان، نشأت سيلفيا ضومط في بيت منفتح على القيم، حيث الإيمان ركيزة التربية، والثقافة أسلوب حياة. منذ طفولتها، لم تكن الألوان بالنسبة لها مجرد وسيلة تزيين، بل وسيلة تعبير عن عالم داخلي غني، تأثرت فيه بشكل عميق بوالدها الذي أورثها موهبة الرسم، فترجمتها إلى رؤية بصرية، حملتها والدتها بكل فخر، ودعمتها حتى أصبحت واقعًا.
تلقت تعليمها في مدرسة الراهبات الأنطونيات ، ثم تابعت في مدرسة Sainte Famille Française في جونية، حيث بدأت ملامح شخصيتها تتشكل، بين الانضباط الروحي والفضول المعرفي، وتوسعت آفاقها الثقافية واللغوية.
في الجامعة اللبنانية، درست الحقوق، ثم تخصصت في علم التغذية في الجامعة اللبنانية الألمانية (LGU)، قبل أن تكمل دراساتها العليا في جامعة روح القدس – الكسليك (USEK) حيث نالت ماجستيرًا في الصحة العامة والتغذية.
اختارت أن تؤسس مشروعها الخاص في التغذية تحت اسم Nature & Nurture، وهو اسم يحمل معاني مزدوجة عن الطبيعة والتنشئة، ويعكس إدراكها العميق لتكامل الجسد والنفس، الغذاء والعاطفة.
إلا أن الفن ظل ينبض في وجدانها، وكانت اللوحة بالنسبة لها مساحة للبوح، للحكاية، وربما للشفاء. نظّمت سيلفيا عدة معارض فنية في لبنان والعالم العربي، ولاقت أعمالها رواجًا واستحسانًا كبيرين، حتى أن العديد من محبّي الفن اقتنوا لوحاتها لتزيين منازلهم، لما تحمله من حالات نفسية وإنسانية تعبّر عن مشاعر نادرة عبر تقنيات صادقة وشفافة.
ولأن الفن عندها ليس مجرد هواية بل رسالة، أسست مرسمها الخاص تحت اسم Art Vivant، وهو مساحة فنية حيّة تنقل من خلالها تجربتها، وتزرع الإبداع في نفوس الأجيال الجديدة من خلال التعليم والتدريب على أصول الرسم والتعبير الفني.
فن سيلفيا ليس مجرد ترف بصري، بل لغة داخلية، تأخذ من علم النفس بعدها، ومن التجربة الذاتية صدقها، ومن البصمة اللبنانية دفئها وتاريخها.
وإلى جانب موهبتها الفنية والعلمية، تتقن سيلفيا عدة لغات: الألمانية، الروسية، الفرنسية، والإنكليزية، ما أتاح لها التواصل العابر للثقافات، وفتح أمامها آفاقًا إنسانية وثقافية رحبة.
في أعمالها، نجد الطفولة، والأنوثة، والتمرد، والسكينة.
هي ليست رسّامة فقط… بل امرأة تعيد رسم العالم كما تشعره، لا كما يُفرض عليها.
هي سطور عن سيلفيا ضومط التي تشكر في نهاية المقال زوجها نزار عازار، الداعم دومًا لها في كل أعمالها، وتشكر أولادها وعائلتها لأنهم كل حياتها.
والجدير ذكره أن سيلفيا استطاعت أن تكون سيدة الأعمال، والرسّامة، والإنسانة، والطيبة، والأم، والزوجة الناجحة.